الروافد الفلسفية والمرجعيات المعرفية للسانيات التداولية
- سؤال النشأة وخلفيات التّشكل-
================================
♦ ملخص:
تروم هذه الورقة البحثية إلى مساءلة خلفيات تشكّل اللسانيات التداولية من خلال تتبّع الروافد الفلسفية والمرجعيات المعرفية التي ساهمت في انبثاق هذه النظرية التي باتت تواجه حركة إثبات الوجود وانتزاع المشروعية داخل مناهج تحليل الخطاب الأدبي، فما هي أهم الروافد الفلسفية والمرجعيات المعرفية التي شكّلت منبعا خصبا لإرساء قواعد هذا الدّرس اللّغوي الجديد الذي يعنى باستعمال اللغة في أوجهها المتعددة ؟
◄ الكلمات المفتاحية: اللسانيات التداولية. الروافد الفلسفية للسانيات التداولية. المرجعيات المعرفية للسانيات التداولية.
.
♦ Abstract:
This research paper outlines the accountability of backgrounds that shape pragmatics linguistics by tracking philosophical tributes and cognitive biases that have contributed to the emergence of this theory, which now faces the movement of proof of existence and legitimization within the curriculum of literary discourse analysis. So what are the most important philosophical tributes and knowledge manusals that have formed a fertile basis for establishing the rules of this new linguistic lesson, which means using language in its many aspects?
► Key words: The pragmatics linguistics. The philosophical. tributaries of pragmatics. linguistics. Cognitive references for pragmatics linguistics .
*********************************************
1- مقدمة:
شقّت اللسانيات التداولية طريقها خلال القرن العشرين بين مدّ وجزر وهي تواجه حركة إثبات الوجود وانتزاع المشروعية داخل مناهج تحليل الخطاب الأدبي، فكان لزاما عليها في هذه المرحلة الشاقة والطويلة أن تحاور العلوم المجاورة والمناهج السائدة لتحديد موضوعها وتفرعاته في رحلة البحث عن ذاتها وإثبات وجودها في ظل ذلك الزخم المعرفي المهول، فتثبت جدارتها وقدرتها كمنهج نقدي لغوي ناجع قادر على استكناه أغوار الخطاب وتأويله.
ولأنّ المعرفة الإنسانية تتصف بصفتها التراكمية فإن اللسانيات التداولية هي رافد من روافد هذه المعرفة فقد تعددت مشاربها واختلفت مرجعياتها الفلسفية والفكرية بحيث نهلت من معين علوم مختلفة ذات توجهات معرفية علمية وأبعاد وأصول فلسفية هيأت لنشأة الدّرس اللساني التداولي سواءً أكان على سبيل الإشارة كما جاء مع دي سوسير، أو على سبيل الاستعمال اللغوي كما جاء مع علماء الفلسفة التحليلية، والحقيقة أن هذين رافدين أصليين لنشأة هذا التوجه المعرفي، إلى جانب مؤثر آخر وهو الفلسفة الأمريكية البراغماتية، فهذه الاتجاهات الثلاثة قد مهدت لنشأة التداولية في مجال اللغة والفكر اللساني الغربي الحديث، لتصبح بعد ذلك تيارا موازيا لتيار البنيوية وتيار التوليدية التحويلية.
◄ خلفية البحث: إيمانا منّا بالدّور الفعّال الذّي تلعبه الفلسفة في تشكيل المعرفة الإنسانية وضرورة الاطلاع الواسع والمعرفة الشاملة للمرجعيات المؤسسة لأي علم، ارتأينا أن نتتبع الأصول الفلسفة التي هيأت لنشأة الدرس اللساني التداولي الذي بات يضاهي تيارات لسانية متجذّرة في الفكر اللغوي.
◄ إشكالية البحث: تنبع إشكالية هذه الورقة البحثية من منطلق تحديد أصول الدرس اللساني التداولي في أبعاده الفلسفية.
_فما هي أهم الروافد الفلسفية التي بلورت الدرس اللساني التداولي؟
_وما هي أهم المرجعيات المعرفية التي شكّلت التحليل التداولي بوصفه منهجا علميا إجرائيا جديدا؟
◄ فرضيات البحث: تتلخص مساعي هذا البحث في فكرة مناوشة تلك الخطوط الرفيعة التي تحدد مشروعية وجود اللسانيات التداولية ضمن تلك التوجهات الفلسفية التحليلية والتي شكّلت بؤرة انبثاق النظرية هذا من جهة، ومن جهة ثانية خصوصية دراسة اللغة وفق النظرية التداولية باعتبارها نشاطا يمارس ضمن سياقات متعددة الأوجه تحدد فيه ظروف وملابسات العملية التخاطبية من عوامل نفسية واجتماعية ومقامية وغيرها.
◄ منهج البحث: تم إعداد هذا البحث وفق المنهج الوصفي التحليلي معتمدا على المصادر الألسنية التي كانت المنبع الأساسي لإنجاز هذا البحث.
*********************************************
1- في مفهوم اللسانيات التداولية:
تمثّل اللسانيات التداولية اتجاها لغويا حديثا ظهر وازدهر بين أحضان الدرس اللساني الحديث والمعاصر، فهو يعنى بدراسة اللغة أثناء الاستعمال وفي المقامات المختلفة وبحسب أغراض المتكلمين وأحوال المخاطبين، كما ينصب جلّ اهتمامها في سبيل دراستها للغة بأقطاب العملية التواصلية فتهتم بالمتكلم ومقاصده بعدّه محركا لهذه العملية، وتراعي حال السامع أثناء الخطاب، ولا تنصرف عن الاهتمام بتلك الظروف والأحوال الخارجية المحيطة بالعملية التواصلية ضمانا لتحقيق التواصل من جهة ومن جهة ثانية الوصول إلى غرض المتكلم ومقصده من كلامه، لذا فقد تعددت تعاريفها وتشعبت مما عسّر على الباحثين اللسانيين القبض على مفهوم جامع وشامل وهذا لتلاقحها مع علوم معرفية أخرى كالفلسفة والمنطق والسيمياء وعلوم اللغة، وعلم النفس المعرفي والسلوكي، وعلوم الاجتماع، بالإضافة إلى علوم اللغة القديمة كالبلاغة والحجاج والجدل والنقد وغيرها.
فمصطلح التداولية ترجمة عربية للكلمة الانجليزية (The pragmatics) والفرنسية (La pragmatique)، وهي الدراسة التي تعنى باستعمال اللغة، وتهتم بقضية التلاؤم بين التعابير الرمزية والسياقات المرجعية والمقامية والحديثة والبشرية(1)، ولعل أقدم تعريف للتداولية ما جاء به تشارلز موريس Morris (1938)وهي أنها جزء من السيميائية والتي تعالج العلاقة بين العلامات ومستعمليها، والتعريف واسع يخرج عن إطار اللسانيات إلى المجال السيميائي باختلاف أطرافه(2). وهو لا يحدد سوى الأهداف خلاف الفلسفة التحليلية التي تدرس استعمال الأفعال اللغوية داخل الخطاب، أي دراسة اللغة بوصفها حدث تواصلي في إطار الاستعمال وليس كونها ظاهرة إنسانية ثابتة.
وورد في قاموس اللسانيات الفرنسي: بأن "التداوليات تهتم بمظاهر الاستعمال اللغوي والحوافز النفسية للمتكلم وردود أفعال المخاطب والأنماط الاجتماعية للخطاب وموضوع الخطاب" وفي مقابل المظاهر التركيبية والخصائص الشكلية للبنيات اللسانية أو المظاهر الدلالية (العلاقة بين المكونات اللسانية والواقع)(3)، وقد جعل التعريف الفرنسي المفهوم مرتبطا بالاستعمال اللغوي بما في ذلك الحوافز النفسية والسلوكية المحيطة بالمتكلم.
ويعرفها كل من آن ماري ديير (Anne-Mariediller) وفرانسوا ريكاناتي (François Récanati) أنها دراسة استعمال اللغة في الخطاب بإبراز مقدرتها الخطابية فهي تهتم بالمعنى كالدلالة لكن حسب السّياق أو بمراعاة المقام، أي لا يتحدد المعنى فيها إلاّ من خلال الاستعمال (4). ذلك أنّ التداولية تحاول الكشف عن المقدرة الإبلاغية التي تحققها العبارة اللغوية وتدرس بذلك دلالة اللغة في الاستعمال ويمكن تحديد أبعاد هذا القول من خلال تحديد مقاصده فيما يلي:
• أن التداولية علم يهتم بدراسة اللغة الإنسانية في الاستعمال.
• تعنى التداولية إلى الكشف عن المقدرة الإبلاغية التي تحققها العبارة اللغوية.
• تسعى التداولية إلى البحث عن الدلالات في لغة الاستعمال.
وهذا ما يؤكده فرنسيس جاك (Jacques Francis) في تعريفه أن: "التداولية تتطرق إلى اللغة خطابية وتواصلية واجتماعية معا، وهكذا تدرك اللغة من خلال هذه التداولية، كمجموع للعلامات التي يتحدد استعمالها من خلال قواعد موزعة لأنها تضم مجموع شروط إمكانية الخطاب"(5)، إذ تتجاوز التداولية الدراسة البنوية للغة بدراستها وفق سياق الاستعمال.
في حين خصها الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان بوصف لكل ما كان مظهرا من مظاهر التواصل والتفاعل بين صانعي التراث من عامة النّاس وخاصيتهم (6)، أما صلاح فضل فقد أشار: "فالتداولية إذا تعنى بالشروط والقواعد اللازمة الملائمة بين أفعال القول ومقتضيات المواقف الخاصة به أي العلاقة بين النص والسياق"(7).
ويرجع أوّل استخدام لمصطلح التداولية في الثقافة الأمريكية كما يشير فرانسواز أرمينيكو في كتابه المقاربة التداولية إلى أن الفيلسوف تشارلز موريس 1983 Charles Williammouris قدّم لها تعريفا في سياق تحديده للإطار العام لعلم العلامات وذلك في مقال له ركز فيه على مختلف التخصصات التي تعالج اللغة (التركيب والدلالة والتداولية) ليصل إلى "أنّ التداولية جزء من السيميائيات التي تعالج العلاقة بين العلامات ومستعملي هذه العلامات"(8) وهو تعريف يتجاوز المجال اللساني ليشمل غيره من المجالات غير اللسانية .
ففي إطار حديثنا عن الدرس التداولي وعلاقته الوشيجة باللسانيات يتجلى لنا ذلك الاتجاه الجديد الذي انبثق عن ذلك التفكير الفلسفي الذي يحدد طبيعة اللسانيات التداولية والذي يتجلى كما أشار خليفة بوجادي في كتابه "في اللسانيات التداولية" أنّ هذا الاتجاه هو امتداد لما أرساه "بيرس" في القرن التاسع عشر حين صاغه بـ Pragmaticism عام 1905 ثم عدّل مفاهيمه (ويليام جيمس) وقوامه أنّ قيمة الأفكار المجردة تقاس بمدى انطباقها على الواقع وصياغتها عمليًّا" (9)، فالتّداولية الّلسانية اتجاه جديد في دراسة اللغة يبحث عن حلّ لعديد من المشاكل اللغوية التي أهملتها اللسانيات ولم تهتم بها نحو الفونولوجيا، التركيب، الدلالة ولذلك يعترف كرانب karnab أنّ"التداولية درس غزير وجديد بل يذهب إلى أكثر من هذا بقوله: إنّها قاعدة اللسانيات" (10) فقد تطورت دراسة اللغة في ظل المناهج اللغوية المعاصرة فانتقلت من العلم الذي يكاد يخلص للنظام اللغوي (من سوسير إلى تشومسكي) إلى علم لغة يركز على التّوجه الاتصالي والوظيفي ويعود هذا التحول إلى عدة عوامل نذكر منها (11):
• تعدد الحاجات والمصالح الاجتماعية مما دعا إلى ضرورة تحديد دور علم اللغة في المجتمع.
• ظهور ممارسات جديدة في الممارسة اللغوية، تحتاج إلى معالجة جديدة تتجاوز الإخلاص للنظام اللغوي: نحو التوثيق، المعالجة الآلية للمّادة اللّغوية، اكتساب اللغة، تعليم اللغة، الترجمة والتوجيه، اللغوي، العلاج باللّغة، تأثير اللغّة في الاتصال اليومي...، ولهذا يمكن فهم التحول البراغماتي في علم اللغة على أنّه انعكاس لحاجات متغيّرة مهمّته اجتماعية بوجه عام.
2- المرجعيات الفلسفية والفكرية للسانيات التداولية
تتصف المعرفة الإنسانية بصفتها التراكمية ولأن اللسانيات التداولية هي رافد من روافد هذه المعرفة فقد تعددت مشاربها واختلفت مرجعياتها الفلسفية والفكرية بحيث نهلت من معين علوم مختلفة ذات توجهات معرفية علمية وأبعاد وأصول فلسفية التي هيأت لنشأة الدّرس اللساني التداولي سواءً أكان على سبيل الإشارة كما جاء مع دي سوسير، أو على سبيل الاستعمال اللغوي كما جاء مع علماء الفلسفة التحليلية، والحقيقة أن هذين رافدين أصليين لنشأة هذا التوجه المعرفي، إلى جانب مؤثر آخر وهو الفلسفة الأمريكية البراغماتية، فهذه الاتجاهات الثلاثة قد مهدت لنشأة التداولية في مجال اللغة والفكر اللساني الغربي الحديث، لتصبح بعد ذلك تيارا موازيا لتيار البنيوية وتيار التوليدية التحويلية، ويمكننا أن نلخص هذه الاتجاهات الثلاث فيما يلي:
2-1- الدراسات اللغوية الحديثة:
وأوّل ما نشير إليه في هذا السياق ما قدمه دي سوسير(F de Saussure) في تفرّيقه بين اللغة و الكلام، فهو يرى أن اللّغة عادة اجتماعية تتميز بعدة ملامح سياسية وقانونية وغيرها، ولفهم طبيعتها الاجتماعية نحن بحاجة لتقديم تنظيم جديد للحقائق، يضيف بأنه كون اللغة منفصلة عن الكلام فإنّه يمكن دراستها بمعزل عنه وأن نستوعب بنيتها اللسانية في حين أن الكلام متنوع، واللغة محددة ومن طبيعة متجانسة، فهي نظام من العلامات لا يعير أهمية إلا للاتحاد التّام بين المعنى والصورة السّمعية للدال أين يكون شقا العلامة متحدين نفسيا(12)، ففصل اللّغة عن الكلام يؤدي إلى فصل كل ما هو اجتماعي عمّا هو فردي، وما هو ضروري عمّا هو عرضي ولاحق (13).
ورغم الاختلافات التي ميزت كلا من اللّغة و الكلام، إلاّ أن الفرد الذي يتكلم ويستمع لا يوظف ألفاظا وكلمات غامضة إنّما هي موجودة في ذلك النظام المسمى باللغة، إلاّ أنه من الحتمية التاريخية والموضوعية الفصل بين اللغة والكلام بعدم المزج بين اللسانيات المعالجة للغة والأخرى المعالجة للكلام، (14) يقول دي سوسير: "يمكننا على أي حال الاحتفاظ باسم اللسانيات لكل من هذين التخصصين اللغة والكلام والحديث عن لسانيات الكلام، ولكن ينبغي عدم التباسها مع اللسانيات التي تُعَد اللغة موضوعها الوحيد"(15)، فلم ينفِ ديسوسير الكلام مطلقا من الدراسة اللسانية كما يبدو هذا لبعض الباحثين، إنما فتح المجال للذين أتوا من بعده من خلال وضعه لتلك المفاهيم التي فرقت بين الكلام واللسان.
وعني الدّرس التداولي بالبحث في العلاقات القائمة بين اللغة ومتداوليها من الناطقين بها، والتي تعمل على تحليل عمليات ووصف وظائف الأقوال اللغوية وخصائصها لدى التواصل اللغوي(16). وكان هذا من بين النتائج التي آتت ثمارها من خلال مفهوم دي سوسير للغة والكلام فالتداوليات، والتي تقوم في جوهرها على رفض هذه الثنائية (langue-Parole) التي نشأت كرد فعل على نظرياته وأفكاره.
أما "رولان بارت" (Roland Bart) الذي حاول أن يجعل علم اللغة أصلا لعلم العلامات خلافا لما أشار اليه "دي سوسير" الذي أفصح حين دعا إلى تأسيس علم العلامات بشرح العلاقة بينه وبين علم العلامات، ولعل هذا ما يؤكد أنّ اللّغة هي نظام التواصل الوحيد الذي يؤدي وظيفته من زاويتين مختلفتين في التعبير عن الأشياء وهي الزاوية الإشارية (السيميائية) والتي تستند إلى اللغة البشرية وإلى الظواهر الصورية المتوافرة في البنية أما الزاوية الثانية وهي الصفة الدلالية، والتي تقوم على الدلالات التي تحققها هذه البنية وتؤديها(17)، إلاّ أنّ ّهاتين الصفتين لا تحققان التواصل الناجع بين المتخاطبين لغياب عناصر أخرى غير لغوية تفرضها الظروف الخارجية كسياق الاستعمال و التأويل، وتجدر بنا الإشارة إلى أنّ جهود اللسانيين في البحث التداولي منذ بعثته لم تتعد الاهتمام بهاتين الصفتين للغة وقد لخصها أحمد المتوكّل في اتجاهين(18):
◘ نظريات لسانية صورية:
تهتم بدراسة الجانب الأول من اللغة متضافرا مع الجانب الثاني، حيث عكفت على دراسة اللغة الطبيعية وعدّتها "أنساقا مجردة: يمكن وصفها بمعزل عن وظيفتها التواصلية "وتناولتها تناولا صوريا صرفا على مستوى التركيب أو على مستوى الدلالة.
◘ لسانيات وظيفية:
تتجاوز ذلك إلى الاهتمام بظروف الاستعمال وتقوم على مبدأ أنّ اللغات الطبيعية بنيات تحدد خصائصها)جزئيا على الأقل (ظروف استعمالها في إطار وظيفتها الأساسية، وظيفة التواصل."فهي تجعل وظائف الاستعمال مسؤولة على تحديد طبيعة البنية وتشكيلها، حيث لا تصلح هذه البنية إلاّ لهذا الاستعمال وعكس ذلك صحيح حيث من نماذج هذه النظريات "التداولية"، ومن المصادر الفلسفية التي نهل منها الفكر التداولي وشكلت أثرا كبيرا في تحديد خصوصية دراسته الفلسفة التحليلية.
بيد أن إسهامات البنيوية لم تشكّل ذلك المنعرج في الدرس اللساني إلاّ بعد ظهور تلك الاتجاهات اللسانية الجديدة أو ما تعرف بما بعد البنيوية إذ تجاوزت هذه الأخيرة ذلك المفهوم السلطوي للنظام اللغوي من خلال الانتقال في البحث عن حقيقة المعنى وفق تعدد مستويات القراءة في النص الأدبي وتجاوز اعتماد الكلمة الواحدة كوحدة للتحليل إلى الاعتداد بالجملة، وسرعان ما تجاوزتها هي الأخرى إلى النص وظروفه المقامية ليصبح موضوعا للسانيات بِعدّهِ وِحدةَ التحليل الأساسية "فسادت مفاهيم (نحو النص) والجملة النصية بدل نحو الجملة والجملة النظامية المعروفة في اللسانيات(19)، كما لا يمكن إغفال جهود هذه الاتجاهات اللسانية في الاهتمام بالجانب التبليغي في اللغة وظروف الأداء فيه بدءًا بما قدّمه الشكلانيين الروس في اهتمامهم بالوظيفة الإنشائية للغة ثم أعلام مدرسة براغ والمدرسة النسقية والمدارس اللغوية الوظيفية.
2-2 الفلسفة التحليلية:
بعد التطور العلمي الكبير الذي شهده العالم مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بات الاهتمام يتزايد بالعلوم الرياضية والعامة ككل وتأثيرها العميق في الاتجاهات الفلسفية حيث فتحت أفقا جديدا في الدراسة طلّق الاتجاه الميتافيزيقي بالثلاث واتّبع المنهج التحليلي في طرح الحقل الفلسفي حيث"انتقل من البحث في تكوّن المعرفة حول الأشياء والكون إلى البحث في اللّغة"(20)، فقد وضع فلاسفة التحليل مناهج علمية جديدة في الفلسفة تقوم على التحليل المنطقي للّغة وهذه الطريقة المنهجية العلمية أثبت جدارتها في القدرة على التمييز بين المفاهيم الميتافيزيقية وقضاياها.
ظهر هذا الاتجاه في العقد الثاني من القرن العشرين علي يد مجموعة من الفلاسفة منهم غوتلوب فريجه (GottlobFrege) وهوسرل (Husserl) وكارناب (Carnap) وفيتغانشتين (Wittgenstein) وأوستين (Austin) وسيرل (Searle) وغيرهم. وقد أرسى "فريجه" أسس للفلسفة التحليلية من خلال كتابه أسس علم الحساب، وكان أهم تحليل لغوي أجراه فريجه هو التمييز بين مقولتين لغويتين هما اسم العلم والاسم المحمول من خلال اتحادها مع المحددات التي تشير إلى عدد، حيث لا تفيد معنى إلاّ مع الاسم المحمول خلافا عن اسم العلم(21).
ومن أهم ما قام به فريجه حرصه على التمييز بين اللغة العلمية التي لا يهمها ما يساعد على تحديد الحقيقة، وبين اللغة العادية والتي تركز بالدرجة الأولى على إنجاح عملية التواصل، إذ على الأولى أن تكون محافظة على المعنى بينما تحتاج الثانية إلى إبهام لإنجاز وظيفتها.(22)، فتكون اللغة العلمية خالية من علاقات التفاعل تتمتع باستقلالية، بينما تحتاج اللغة العادية إلى أساليب الإقناع لإدراك غايتها وبالتالي تظل مشحونة بوسائل الإثارة وتحريك الاهتمام.
ويعتمد هؤلاء الفلاسفة على مبدأ التحليل مع اختلافهم في آليات تطبيقه و مواضعه، ومن خلال هذا فقد عملوا على مراجعة جميع الإشكاليات الفلسفية بإعادة صياغتها على أساس علمي هو اللغة، وبذلك فقد ثاروا على الفكر الفلسفي الميتافيزيقي عائبين عليه تركيزه على اللغات الصورية الكلية، وأعادوا الاعتبار للغات الطبيعية من خلال العكوف على دراستها و تحليلها (23)، إذ أن اللغة هي أساس أي مشروع فلسفي يروم إلى فهم الكون ومشكلاته فهما صحيحا، لأن جميع العلاقات الذاتية مع الأفراد والمجتمع قائمة على أساس لغوي مرتبط ارتباطا وثيقا بالفهم، والمعنى الذي تنقله لنا اللغة لا يصير ملموسا إلا على هذا الشكل، فالوجود الذي يمكن أن يكون مفهوما أولا هو اللغة(24)، وهذا الاهتمام الذي أبداه الفلاسفة في القرن العشرين للغة هو الذي أدى إلى التحول اللغوي أو تحول مسار الدراسات اللغوية، وقد انقسمت الفلسفة التحليلية إلى ثلاث اتجاهات كبرى هي(25):
***********************
***** {لاحظ الشكل } *****
***********************
فمن الملاحظ أنّ التداولية قد نشأت في أحضان فلسفة اللغة العادية، بينما خرج التياران الأول والثاني عن التداولية كما يشير مسعود صحراوي بسبب اهتمام الأول باللغات الصورية المصطنعة بدلا من اللغات الطبيعية، أما التيار الثاني فيؤخذ عليه أنه انغمس في البحث في أطر فكرية أعم من الكينونة اللغوية وهو ما يسميه دي سوسير بالمرحلة السديمية وهي مرحلة ذهنية ما قبل السوسيرية(26)، في حين أن فلسفة اللغة والتي تعد من صميم التداولية والتي تلخص أفكار لودفيغ فيتغانشتين(Ludwig Wittegenstein) المتمثلة في أن جميع مشكلات الفلسفة تحل باللّغة، فهي المفتاح السّري الذي يفتح مغاليق الفلسفة، وراح يطور فلسفته الجديدة التي توصي بمراعاة الجانب الاستعمالي في اللغة الذي يكسب تعليمها واستخدامها (28).
والجدير بالذكر أن فيتغانشتين كان في أول أمره من أنصار اللغة المثلى التي لا تقبل سوى الملفوظات التي تحتمل أن يطلق عليها بالصدق أو الكذب المنضوية في إطار منطق القضايا، لكن سرعان ما تخلى عن توجهه هذا في استعمال اللغة المثلى لوصف العالم سنة 1918 لينضّم إلى فلاسفة أكسفورد من أنصار دراسة اللغة الطبيعية.(28) وقد اعتمد في فلسفته الجديدة على ثلاثة مفاهيم هي:
■ الدلالة:
أكد فيها على ضرورة عدم الخلط بين المعنى المحصل Sens والمعنى المقدر(Signification)، لأن ذلك يعني عنده خلطا بين الجملة والقول، فالجملة معناها مقدّر أما القول فمعناه محصل (29).
■ القاعدة:
يدعو فيها إلى وجوب النظر للوجوه الاجتماعية والاستبدالية والنحوية للغة ويتمثل الوجه الاجتماعي في كون اللغة تستند إلى التواضع والاصطلاح، وهو يشبه قواعد اللغة بقواعد لعبة الشطرنج مثلا، فكما يمتثل اللاّعب لقواعد اللعبة الأساسية يجب على المتكلم أيضا أن يكون على دراية باستعمال الألفاظ في مواضعها الصحيحة وهذا بعدم جهل القواعد غير الأساسية للغة أو ما يعرف بالاصطلاحات الاجتماعية والقواعد الفردية (30).
■ ألعاب اللغة:
(Jeux du langage) يشير هذا المفهوم إلى أن أمام المتكلم إمكانيات غير متناهية لتكوين جمل تدل على معنى واحد، وله اختيار ما يراه مناسبا، متسائلا عن حياة العلامة التي تعيش من خلال الاستعمال هل هي تمتلك نفس الحياة في ذاتها؟ أم أن الاستعمال هو ذاتها؟ وبهذا يكون فيتيغانشتين قد أشار إلى الدّرس التداولي من خلال تطرقه لمفهوم الاستعمال وما يصاحبه من تساؤلات تتبادر إلى مستعمل اللغة مثل: في أي مناسبة جرى الحديث؟ وما هو هدفه؟ وما هي طريقة العمل التي تصاحب هذه الكلمات؟ وعلى أي خشبة تستعمل؟ وغيرها من الأسئلة.(31)
فمفهوم التّلاعب بالكلام أو ألعاب اللّغة أنّ الأفعال التي نتلفظها ترتبط بأشكال الحياة والممارسات التي نحياها أي أنّه ينحصر فيما يباح للمتكلمين في إطار العلاقة بينهم وبين عباراتهم(32)، ما يجعل الخطاب يخضع لممارسات تنظمه وتحدد اختياراته اللفظية، وبهذا ميّز بين المعنى المحصّل الذي يرتبط الكلام به وبين المعنى المقدّر الذي يرتبط بالجملة والنّاطق في كلّ ذلك يتبع قاعدة ويمتثل إليها وهي لا تعدو في رأي فيتغانشتين لعبة من ألعاب اللغة شأنها في ذلك شأن الممارسات الأخرى"(33) فالقاسم المشترك بين اللغة والألعاب أن لكل واحد قواعد تضبطه وتحتّم على اللاعب الانضباط بها والسير وفقها، فالمعنى اللغوي الصحيح والسليم لا يتأتى إلاّ بإتقان قواعد استعمال الكلام ومراعاة أغراضه.
وقد ذيع صيت آراء فيتيغانشتين خاصة بعدما تبناها فلاسفة مدرسة أكسفورد وعلى رأسهم "أوستين" من خلال كتابه "عندما يكون القول هو الفعل" وتلميذه "سيرل" في استلهامه لبعض الأفكار الواردة في محاضرات أستاذه أوستين (34). فقد شكّل هذا الثلاثي رواد فلسفة اللغة العادية فكانوا من بين الأوائل الذين أسسوا للدرس التداولي، والغريب كما يشير محمد نحلة أنّ أحدهم لم يستعمل مصطلح التداولية فيما كتب من أبحاث(35). ولم تصبح التداولية مجالا لغويا خصبا للدراسة إلاّ في العقد السّابع من القرن العشرين، مستفيدة من آراء و تنظيرات رواد اللغة الطبيعية الذين اهتموا بالمعنى وطريقة توصيله بلغة إنسانية طبيعية، وهذا ما يعدّ من صميم الدرس التداولي.
2-3 الفلسفة الأمريكية البراغماتية
تعدُّ الفلسفة البرغماتية اتجاها تجريبيا علميا يعتمد على دراسة ما هو متعيّن وحقيقي والكشف عن ما هو زائف وعما هو حقيقي في المعاني وعلاقتها بالواقع الخارجي بالاعتماد على معيار الصدق الذي يتوصل إليه من تحليل المعاني والمعتقدات، ومعنى الصدق عند البرغماتيين مرتبط بالنجاح العلمي أو ما يترجم إلى سلوك ناجح يقول "جيمس"إن الأفكار تصبح صادقة بقدر ما تسعنا على أن نربطها بـأجزاء من خبراتنا بطريقة تؤدي إلى سلوك ناجح في الحياة ويضيف أنّه ينبغي عليك أن تستخرج من كل لفظ قيمته الفورية الفعلية وأن تضعه موضع العمل في نطاق مجرى خبرتك بحيث تكون قيمة الفكرة مرتبطة بنجاح السلوك الذي يؤديه الإنسان بناء على اعتقاده في صحتها"(36)، ويعد هذا الطرح من أهم الطروحات التي استفادت منها التداولية.
ولعل من التصورات الفلسفية التي استقت منها التداولية مفهومها وحددت مجال دراستها ذلك التصور الفلسفي لشارل موريس (C. Morris) الذي ينطلق فيه من خلفية فلسفية وضعية وسلوكية مفادها أن أي محاولة لتفسير الكلام من خلال ما يحدث في العقل هي ضرب من الكهانة التي تفتقد للموضوعية، وينبغي للوصول إلى إدراك معنى مستعمل اللغة المرور عبر مفهومي المثير بصفته أحداث عملية سابقة لعملية الكلام والاستجابة بصفتها أحداث عملية لاحقة بعملية الكلام، وهما تسهمان بشكل فعّال في الوقوف على الدلالة الصحيحة(37). ولا يفوتنا أن نشير في ذات السياق إلى أنّ الفيلسوف الأمريكي تشارلز موريس هو أول من استخدم مصطلح التداولية بمفهومه الحالي سنة 1938 مشيرا به إلى فرع من فروع ثلاثة يحتويها علم السيمياء وهي: علم التراكيب (Syntax) الذي يعنى بدراسة العلاقة الشكلية بين العلامات، وعلم الدلالة(Semantic) وهو يدرس علاقة العلامات بالأشياء التي تحيل إليها، والتداولية(Pragmatics) وتهتم بدراسة علاقة العلامات بمستعمليها ويجمع بين هذه المجالات الثلاثة علاقة تكامل لا علاقة تواز أو إبدال، لأن الفهم التام للملفوظات القولية لا يتم إلا إذا رعيت كل هذه المستويات دون إسقاط لأحد منها (38).
وانطلاقا من تمييز موريس بين هذه الفروع الثلاثة وهي النحو والتراكيب والدلالة والتداولية، فهو يقدّم لنا الإعراب والدلالية والتداولية مكونات ثلاثة صمّاء للدلائلية، بما أنها توافق ثلاثة أبعاد موضوعية للسيمياء(39).
في الحين ذاته يدين الدرس التداولي كثيرا للفيلسوف بيرس (Pierce) (1914) فهو من الأوائل الذين اهتموا بدراسة العلامة انطلاقا من مفاهيمها الفلسفية ويعدها أساس النشاط السيميائي حيث أضحت عنده كما يشير فرانسواز أرمينيكو أوسع من مجالها اللغوي إلى حد أنّ الانسان _حسب قوله_ علامة وحين نفكر فنحن علامة(40) ولذا تعد هذه الأسس السيميائية التي حدّدها أسسا فلسفية تأمليّة، كما قام بيرس ببناء نظرية عامة للعلامات تقوم على فكرة السيميوزيس (Sémoiosis) وهي السيرورة التي يشتغل من خلالها شيء كعلامة، وهذا يرتكز على ثلاثة أسس هي: ما يتعلق بما يدرك كعلامة، وما تعود إليه هذه العلامة، ثم الأثر المحدث في التأويل، فنجد أن التداوليات تكرس للعامل الثالث حيث أنها دراسة للعلاقة بين العلامات واستعمالاتها (41)، وتتلخص أهم تصوراته الفلسفية التي طوّرت الدرس التداولي فيما يلي(42):
■ يربط بيرس فهم اللّغة بحال التواصل ويقرن المعنى بظروف الاستعمال.
■ التمييز بين التعبير بعدّه نمطا وبين ما يقابله أثناء الاستعمال.
■ التمييز بين كل من العلامة والرمز والإشارة والأيقونة وفي هذا الشأن قدّم شروحا وافية في مفهوم الدليل حيث يقوم عل مبدأ التأويل ويتنوع بحسب علاقته بموضوعه و"الأيقونة تطابق الموضوع صوريا والأمارة (المؤشر) تقوم على علاقة العلة بالمعلول(43)"
وفي نفس السياق لا يمكن إغفال جهود بعض الدارسين كـ "بوهلر" الذي اهتم بأفعال الكلام فاقترح ثلاث وظائف للدليل اللغوي، الوظيفة التمثيلية، المتعلقة بالوقائع والأحداث والوظيفة التعبيرية المتعلقة بالمرسل والندائية المتعلقة بالمرسل إليه، إضافة إلى ما قدّمه "سورل" بِعدِّهِ أحد فلاسفة اللغة المؤسسين للدرس التداولي وخاصة فيما يتعلق بإعادة تصنيف الأفعال الكلامية(44).
وبهذا كان للفلسفة البراغماتية الأمريكية الفضل في نشأة العديد من البحوث والدراسات تناولت الظواهر النفسية والاجتماعية الموجودة داخل أنظمة العلامات عامة أو داخل اللغة بشكل خاص، إلى جانب ما قدّمه المناطقة في هذه الفترة نحو أعمال فريج، وكرناب، وجوردن ... وغيرهم كثير مما هيأ الأجواء لنشأة الدرس التداولي.
♦ الخاتمة:
ونصل بعد هذا العرض الموجز الى مجموعة من النتائج نذكر منها:
_ إنّ تشعب منطلقات الدّرس اللساني التداولي حال دون السماح للمنظرين والدارسين بتحديد إطار نظري معرفي لها وذلك لتضارب وجهات نظرهم واتساع منطلقاتهم الفكرية بالإضافة إلى خصوصية المنهج التداولي كمنهج لساني فلسفي كما وصفها بعضهم وذلك لتواشجها مع علوم معرفية عديدة كعلم النفس وعلم الاجتماع والسيميائيات...إلخ، تقولFrancoise Armingaud في كتابها "ليست التداولية درسا منكفئا على نفسه، فهي تصدر مفاهيمها في اتجاهات متعددة... بل تتدخل في قضايا كلاسيكية داخلية للفلسفة، فهي تلهم الفلاسفة... ونكاد نرى جيدا على العكس من ذلك، إلى أي حد تكون التداولية مفترق طرق غنية لتداخل اختصاصات اللسانيين المناطقة السيميائيين، السيكولوجيين والسوسيولوجيين فنظام التقاطعات هو نظام للإلتقاءات وللافتراقات."
_ نشأت التداولية في ظل هذه المكاسب المعرفية اللسانية والفلسفية والبلاغية التي تتّفق جميعها على اختلاف تصوراتها بأن ّ الاهتمام باللغة ودراستها يتجسد من خلال تحقيقها لفعل التواصل والاستعمال الفعلي لها_اللغة_، لأنّ هذا ما يحدد خصوصية بنائها التركيبي، إضافة إلى المتكلّم الذي يبني كلامه وفق ظروف التواصل وطبيعة المتلقي، فتبقى التداولية مدينة لهذه التيارات المختلفة تتوسل بها في معالجتها للغة بعدّها أهم ما يمثل واقع الإنسان.
_ يصرّ فلاسفة اللغة العادية على عزل التداولية عن اللسانيات وإدراجها في إطار الفلسفة التحليلية التي استمدّت روح أفكارها من أعمال كرنب ومورو وراسل وغيرهم من الفلاسفة كما سبق وأن أشرنا وقد انبثق هذا الرأي كما فسّرته مدرسة أوكسفورد من منطلق أنّ الهدف الذي حدده فلاسفة اللغة والمتمثل إجمالا في تقويم القضايا الفلسفية من زاوية لغوية مخالفة للهدف الذّي حدده اللسانيين والمتمثل إجمالا في دراسة اللغة ووصف بنياتها، إلاّ أنّ هذا الموقف لم يمنع اللسانيين من الاستفادة أو بالأحرى استثمار أعمال فلاسفة اللغة العادية في الجانب اللغوي.
==========
♦ الهوامش:
==========
1. ينظر: بلانشيه، التداولية من أوستين إلى غوفمان، تر: صابر الحباشة وآخر، عالم الكتب الحديث، الأردن، 2012، ص10.
2. ينظر: بوقرة، المدارس اللسانية المعاصرة، مكتبة الآداب، مصر، ص166.
3. Dubois et autres dictionnaire linguistique, p375.
4. ينظر: بوقرة، المدارس اللسانية المعاصرة، ص66.
5. أرمينيكو، المقاربة التداولية، تر: سعيد علوش، مركز الإنماء القومي، الرباط،1986، ص5.
6. ينظر: طه، تجديد المنهج في تقويم التراث، ط2، المركز الثقافي العربي، المغرب ص244.
7. فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، ط1، الشركة المصرية العالمية للنشر، مصر 1996.ص24_25.
8. أرمينيكو، المقاربة التداولية، ص8.
9. بوجادي، في اللسانيات التداولية مع محاولة تأصيلية في الدرس العربي القديم ط1، بيت الحكمة للنشر والتوزيع الجزائر 2009 ص44.
10. الشهيري: استراتيجيات الخطاب، ط، 1مقاربة لغوية تداولية، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، 2004، ص2.
11. المرجع نفسه ص45
12. De saussure. cours des linguistiques générales, editions Talantikit, Algérie, 2002, p21.
13. Ipid, p20
14. ينظر: علوي، منتصر، التداوليات وتحليل الخطاب ط1، كنوز المعرفة، 2014 ص157.
15. De saussure, cours de linguistique generale, p28.
16. ينظر: محفوظ الشنقيطي، المنحى التداولي في التراث اللغوي (الأمر والاستفهام نموذجين)، ط1، عالم الكتب الحديث، الاردن2016 ص18.
17. ينظر: بوجادي، اللسانيات التداولية ص 46.
18. ينظر: أحمد المتوكل: الوظائف التداولية في اللغة العربية، منشورات الجمعية المغاربية للتأليف والترجمة والنشر، دار الثقافة الدار البيضاء المغرب، ص8.
19. ينظر: زناد، نسيج النص بحث فيما يكون به الملفوظ نصا، ط1، المركز الثقافي العربي، بيروت الدار البيضاء المغرب 1993، ص17.
20. بوخشة، محاضرات في اللسانيات التداولية مستوى الثالثة ل.م.د//: http
a. /elearning.univjijel.dz
21. ينظر: صحراوي، التداولية عند العلماء العرب، ط1، دار التنويرللنشر والتوزيع، الجزائر 2008، ص19.
22. ينظر: أرمينيكو، المقاربة التداولية، ص17.
23. ينظر: محمود طلحة، تداولية الخطاب السردي، ط1، عالم الكتب الحديث، الاردن 2012، ص16.
24. ينظر: الشنقيطي، المنحى التداولي في التراث اللغوي، ص20.
25. ينظر: اجعيط، الوظائف التداولية للتخاطب السياسي وأبعادها الحجاجية، ط1، عالم الكتب الحديث، الاردن 2016، ص14-15.
26. ينظر: صحراوي، التداولية عند علماء العرب، ص22-23.
27. ينظر: اجعيط، الوظائف التداولية للتخاطب السياسي وأبعادها الحجاجية، ص14-15.
28. ينظر: بوقمرة، التداولية الجذور والروافد، قراءة كرنولوجية(، مجلة آفاق، المركز الجامعي تامنغسيت، العدد31، أفريل2017.ص217.
29. ينظر: المرجع نفسه، ص نفسها.
30. ينظر: دلاش، مدخل إلى اللسانيات التداولية لطلبة معاهد اللغة العربية وأدابها، تر: محمد يحياتن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1992، ص18-19.
31. ينظر: أرمينيكو، المقاربة التداولية، ص 22.
32. خليفة بوجادي في اللسانيات التداولية ص52.
33. ينظر: دلاش، مدخل إلى اللسانيات التداولية ص18.
34. ينظر: خديجة الشنقيطي، المنحى التداولي في التراث اللغوي، ص 22.
35. ينظر: نحلة، آفاق جديدة في الدّرس اللغوي المعاصر، دار المعرفة الجامعية، مصر، 2002، ص9-10.
36. صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، ص24
37. ينظر المرجع نفسه، ص218.
38. ينظر: بوقمرة، التداولية الجذور والروافد، ص218.
39. ينظر: باريه، تلوين الخطاب، فصول مختارة من اللسانيات والعلوم الدلالية والمعرفية والتداولية الحجاج، تر: الحباشة، ط1، الدار المتوسطية للنشر، تونس، 2007، ص179.
40. ينظر أرمينيكو، المقاربة التداولية، ص15.
41. ينظر: الشنقيطي، المنحى التداولي في التراث اللغوي، ص19.
42. ينظر: بوجادي، في اللسانيات التداولية، ص55_56.
43. دلاش، مدخل إلى اللسانيات التداولية، ص9.
44. ينظر: المرجع السابق ص 58.
=========
♦ المراجع:
=========
1_أحمد المتوكل، الوظائف التداولية في اللغة العربية، الدار البيضاء.المغرب منشورات الجمعية المغاربية للتأليف والترجمة والنشر، دار الثقافة.
2_ الجيلالي دلاش، 1992 مدخل إلى اللسانيات التداولية لطلبة معاهد اللغة العربية وآدابها، تر: محمد يحياتن، الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية.
3_ الأزهر زناد، ط1، 1993. نسيج النص بحث فيما يكون به الملفوظ نصا، الدار البيضاء المغرب المركز الثقافي العربي، بيروت.
4_بوقرة نعمان، مصر. المدارس اللسانية المعاصرة، مكتبة الآداب.
5_بوجادي خليفة، ط1، 2009.، في اللسانيات التداولية مع محاولة تأصيلية في الدرس العربي القديم الجزائر، بيت الحكمة للنشر والتوزيع.
6_حافظ اسماعيلي علوي، منتصر أمين عبد الرحيم، ط2014، 1.التداوليات وتحليل الخطاب، كنوز المعرفة.
7_خديجة محفوظ الشنقيطي، ط1، 2016، المنحى التداولي في التراث اللغوي (الأمر والاستفهام نموذجين)، الأردن.، عالم الكتب الحديث.
8_خديجة بوخشة، محاضرات في اللسانيات التداولية مستوى الثالثة ل.م.د
/http: //elearning.univjijel.dz
9_صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، ط1، الشركة المصرية العالمية، مصر1996.
10_طه عبد الرحمن، ط2، تجديد المنهج في تقويم التراث، المغرب المركز الثقافي العربي .
11_عبد الهادي بن ظافر الشهيري: استراتيجيات الخطاب، مقاربة لغوية تداولية، بيروت دار الكتاب الجديد المتحدة .
12_عمر بوقمرة، العدد31، أفريل2017، التداولية الجذور والروافد، (قراءة كرنولوجية)، مجلة آفاق، المركز الجامعي تامنغسيت.
13_فيليب بلانشيه، 2012التداولية من أوستين إلى غوفمان، تر: صابر الحباشة وآخر، الأردن، عالم الكتب الحديث.
14_فرانسواز أرمينيكو، 1986المقاربة التداولية، تر: سعيد علوش، الرباط مركز الإنماء القومي.
15_مسعود صحراوي، ط1، 2008 التداولية عند العلماء العرب، الجزائر، دار التنوير للنشر والتوزيع.
16_محمود نحله.، آفاق جديدة في الدّرس اللغوي المعاصر، مصر، دار المعرفة الجامعية .
17_محمود طلحة، ط1، 2012، تداولية الخطاب السردي، الأردن عالم الكتب الحديث .
18_نور الدين اجعيط ط1، 2016 الوظائف التداولية للتخاطب السياسي وأبعادها الحجاجية، الاردن، عالم الكتب الحديث .
19_هرمان باريه، ط2007، 1.، تلوين الخطاب، فصول مختارة من اللسانيات والعلوم الدلالية والمعرفية والتداولية الحجاج، تر: صابر الحباشة، تونس، الدار المتوسطية للنشر.
♦ المراجع باللغة الأجنبية:
1_F.Desaussure.cours des linguistiques générales, editions Talantikit, Algérie, 2002.
2_J.ean dubois et autres dictionnaire linguistique.
==============================
♦ كيفية الإستشهاد بهذا المقال حسب أسلوب : APA
المؤلف متلف آسية، ) 2020 (، الروافد الفلسفية والمرجعيات المعرفية
للسانيات التداولية -سؤال النشأة وخلفيات التّشكل-، مجلة الأكاديمية
للدراسات الاجتماعية والإنسانية، المجلد 12 ، العدد 02 ، جامعة حسيبة بن
بوعلي بالشلف، الجزائر، الصفحات. ص ص: 187 - 194
==============================
المصدر: صفحة دراسات لغوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق