بين اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات
دروس في اللسانيات التطبيقية من إعداد : د/ مسعودة خلاف , قسم اللغة والأدب العربي جامعة جيجل
دروس في اللسانيات التطبيقية
بين اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات
د/ مسعودة خلاف
قسم اللغة والأدب العربي
جامعة جيجل
" دروس في اللسانيات التطبيقية" هي مجموعة من الدروس التي تقف عند بعض مبادئ
اللسانيات التطبيقية موضحة وشارحة ومحللة؛ وقد تحريت الابتداء قبل التفصيل في قضاياها
بالوقوف عند بعض مصطلحات هذا العلم؛ تأصيلا وتفصيلا لرفع الغموض الذي يشوبها
حين الاستتعما . وهو جهد أردت من ورائه تمكين طلبة أقسام اللغات عموما وقسم اللغة
العربية وآدابها خصوصا في مرحلتي التدرج وما بعد التدرج من مادة علمية ستهلة المأخذ
تحريت فيها وضوح المقصد مع موجز القو ؛ إنها دروس تطمح إلى تغطية عجز المكتبة
العربية من حيث المراجع في هذا الف رع المعرفي الجديد.
الفئة المستهدفة:
- طلبة الماجستير شعب اللسانيات العامة واللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات
- طلبة الماستتر تخصص علوم اللسان وتعليمية اللغات.
- طلبة الليسانس في أقسام اللغات.
الأهداف التدريسية:
- أن يتعرف الطالب على اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات.
- أن يحدد الطالب الفرق بين اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات.
مخطط الدرس:
-1 اللسانيات التطبيقية: المفهوم والمجا :
2- مفهوم اللسانيات التطبيقية: 1
2-2 مجالات اللسانيات التطبيقية:
-2 التعليمية: التسمية والمفهوم:
1-2 بين التعليمية وتعليمية اللغة:
2-2 تعليميات المواد أو الفروع المعرفية وتعليمية اللغات
في تحديد العلوم التي تهتم بقضايا تعليم اللغة وتعلمها يطغى علمان على بقية العلوم،؛ وهما علمان
متداخلان -فيما يغطيانه من مجالات بحث ومن مصادر ومرجعيات معرفية-: اللسانيات التطبيقية
linguistique appliquée1 ما يصطلح عليها في اللغة الفرنسية وبتسمية قريبة منها في الانجليزية،
وتعليمية اللغات أو ما يصطلح عليها في الفرنسية didactique des langues 2 . وكثيرا ما تنصرف الأذهان
حين الحديث عن اللغة وتعليمها وتعلمها إلى عدم التمييز بين هذين الحقلين المعرفيين فيستعملان وكأنهما
مصطلحان لمفهوم واحد؛ فهل هما كذلك؟.
-1 اللسانيات التطبيقية: المفهوم والمجال:
1-1
مفهوم اللسانيات التطبيقية:
يعرف عبده الراجحي اللسانيات التطبيقية في كتابه علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية فيقو إنه علم
مستقل بذاته، له إطاره المعرفي الخاص، ومنهج ينبع من داخله يهدف إلى البحث عن حل لمشكلة لغوية، إنه
استتعما لما توافر عن طبيعة اللغة من أجل تحسين كفاءة عمل علمي ما تكون اللغة العنصر الأستاستي فيه، إنه
ميدان تلتقي فيه مختلف العلوم التي تهتم باللغة الإنسانية من مثل اللسانيات واللسانيات الاجتماعية واللسانيات
النفسية وعلمي الاجتماع والتربية 3 . إنه واحد من الحقو المعرفية التي تقوم على الأبحاث متعددة التخصصات.
ويعود تاريخ ظهور مصطلح "اللسانيات التطبيقية" حسبه لى عام 1491 . وبالرغم من وجود الجانب التطبيقي
من اللسانيات واعتماده في تعليم اللغات قبل هذا التاريخ إلا أن هذا الحقل المعرفي لم يأخذ تسمية تعلن
استتقلاليته إلا في الأربعينات من القرن الماضي كما أشرنا. ومنذ ذلك التاريخ صا رت اللسانيات التطبيقية تدرس في
معهد تعليم اللغة الانجليزية بجامعة ميتشجان، وقد كان هذا المعهد متخصص في تعليم الانجليزية لغة أجنبية
تحت إشراف العالمين البارزين تشارلز فريز وروبرت لادو، وقد شرع هذا المعهد في إصدار مجلته المشه ورة
Learning ; Journal of Applied
Linguistics Language "، ثم أستست مدرستة اللسانيات التطبيقية
. في جامعة ادنبرة عام 1491
2-1 مجالات اللسانيات التطبيقية:
بعد الانتشار الواستع الذي عرفه العلم الجديد اللسانيات التطبيقية تأستس عام 1419 "الاتحاد الدولي
للسانيات التطبيقية AILA " ، وقد دأب هذا الاتحاد على تنظيم مؤتمر عالمي كل ثلاث ستنوات تعرض فيه
البحوث في مجالات هذا العلم، وهي المجالات التي حدد منها: تعلم اللغة الأولى وتعليمها- تعليم اللغة
الأجنبية التعدد اللساني – التخطيط اللغوي- للسانيات الاجتماعية- اللسانيات النفسية- علاج أمراض
الكلام- الترجمة- المعجم- علم اللغة التقابلي-علم اللغة الحاسبي- أنظمة الكتابة. وضمن كل هذه
الأنشطة المعرفية تقدم اللسانيات فرضيات حو اللسان وتقنيات مخصصة لدراستة السلوك الكلامي وكيفية تعامل
الفرد أو المجموعة المجتمعية أو الاثنية وهنا تحديدا يمكن الحديث عن اللسانيات التطبيقية. ا ونطلاقا من قابلية
انفصا كل مجا من هذه المجالات عن غيره إجرائيا فقد استتقلت هذه المجالات المعرفية وأصبحت بدورها
تخصصات معرفية تدرس في المعاهد والمؤستسات العلمية من مثل اللسانيات الاجتماعية واللسانيات النفسية
واللسانيات الحاستوبية وأمراض الكلام واللسانيات الاثنية 4 .
ونظرا للاهتمام الكبير لهذا العلم بقضايا تعليم اللغة –لغة أولى أو لغة أجنبية- اقترح بعض الباحثين استتقلالية
الفرع المعرفي الذي يهتم بتعليم اللغة عن اللسانيات التطبيقية، اقترح له ماكاي تسمية " language didactics " أو تعليمية اللغة 5 ، وكان انتشار تعليمية اللغات هو المفهوم الأكثر انتشارا من بين الفروع المعرفية
التي تهتم بها التعليمية اختصرت العبارة الاصطلاحية تعليمية اللغات عند المتخصصين وغيرهم إلى التعليمية 6 . ومع
بداية السبعينات من القرن الماضي ظهر ما يسمى تعليمية الفرنسية لغة ثانية؛ أو ما يختصر ب 7FLS .
-2 التعليمية: التسمية والمفهوم:
قد يبدو من المنهجية قبل التمييز بين مصطلحي تعليمية اللغات واللسانيات التطبيقية أن يميز بين
القو التعليمية بالمطلق وبين القو تعليمية اللغات بالتحديد.
1-2 بين التعليمية وتعليمية اللغة:
تشير الكتب التي تؤرخ للتعليمية أن استتعما مصطلح تعليمية مستقلا بنفسه لم يكن وليد البحث اللساني؛
فالتعليمية مجا بحث ودراستة ليست مقصورة على تعليمية اللغات وحسب؛ بل هي في مفهومها العام علم يهتم
بالمتعلمين وبقضاياهم النفسية والاجتماعية، وهو ما جعلها تتقاطع مع علم التربية أو فن التدريس، وإلى غاية
الثمانينات من القرن الماضي كانت تسمية "بيداغوجيا الفرنسية" ما تزا قائمة، وهي الفترة التي ظهرت فيها
تسمية "التعليمية" بديلة عن تسمية بيداغوجيا ومقابلة في الآن نفسه لتسمية "اللسانيات التطبيقية" حين الحديث
عن تعليمية اللغات 8 .
وتشير أدبيات تعليميات المواد المعرفية إلى التمييز الذي خصت به التعليمية لمنع التداخل بينها وبين علم
التربية؛ إذ حتمت طبيعة هذا العلم الناشئ بوصفه مجا بحث متعدد التخصصات على المهتمين به مواجهة تقاطع
وتداخل الفروع المعرفية المساعدة لهذا العلم الناشئ من جهة، فكان أن اتضحت وتتمايزت التعليمية مصطلحا
ومفهوما في البلدان الفرانكفونية دون غيرها؛ فقد ظل مصطلح تعليمية مرفوضا في الاستتعما في اللغة الانجليزية
مدة من الزمن 9 ؛ لارتباطه بمفهوم تربوي تقليدي مرفوض هو "تعليم الناس أو إخبارهم بالمعارف دون تركهم
يكتشفون هذه المعارف بأنفسهم". وهو المفهوم الذي ثار عليها مصطلح التعليمية منذ العودة إلى استتعماله؛ فقد
أكدت التعليمية منذ عودة استتعما هذا المصطلح رفضها لما كانت تتبناه المدرستة التقليدية من تلقين؛ حيث
المصطلح منذ 1111 مرادف للنقد والصراع بعد أن اقترح الألماني وولفغان راتكي برنامجا لتعليم القراءة والحساب
والكتابة والقواعد في مختلف المواد ولكل التلاميذ، ومراعاة لمصلحة التلاميذ حين يحدد المحتوى التعليمي، مع تأكيد
على القطيعة التامة مع كل عقاب جسدي مسلط على المتعلمين واشترط تكوينا للمعلمين. وهو الإصلاح الذي
بدا طموحا للاستتقلا عن ستلطة الكنيسة وتعليمها القائم على الحشو والتلقين 10 ؛ لينفتح التعليم فالتعلم الذي
يستعمله هذا العلم الناشئ بد التعليم مركزا على دور المتعلم يحدد منذ البداية اهتمامه بالمتعلم بالدرجة الأولى
بعد أن كان الاهتمام بالمعلم حين كان الحديث في هذا العلم من منظور تقليدي يركز على التعليم 11 .
وعندما توهم بعضهم تغلغل هذا العلم الناشئ –التعليمية- أكثر في فن التربية لاهتمامه بقضايا تعليم اللغة
وتعلمها كان المختصون في التعليمية من الفراكفونيين يصرون وفي المناقشات العالمية على أنها ليست "فن أو علم
التدريس" 12 ، وأن المصطلح تعليمية لمعرفة من المعارف يأخذ بعين الاعتبار إلى جانب التعليم التعلم أيضا مما يبعده
عن كونه هو فن التدريس 13 . الأمر الذي جعل المشتغلين بهذا العلم الناشئ يفصلون بين التعليمية والبيداغوجيا،
بعد أن كان ينظر إلى التعليمية في الستينات من القرن الماضي بوصفها مرادفة للبيداغوجيا التي تعريفها فن
التدريس المطبق من طرف راشد 14 . وهو الفرق الذي يحدده مفهوم كل مصطلح على حدة؛ ففي الحين الذي
تأخذ فيه البيداغوجيا في المفهوم الفرنسي معنى "التربية الأخلاقية للطفل" 15 ، أو "فن وطرائق التدريس؛ أي ستبل
إيصا المعرفة لأذهان الطلاب" 16 -بما يحيل على اهتمامها بدور المعلم وتركيزها عليه- تأتي التعليمية بمفهومها
اليوم لتعزيز الاهتمام بالمتعلم، وبإدراج مفهوم التعلم بمقابل التعليم؛ وقد حتم المفهوم الجديد على اللغات خارج
الفرنسية ضبط مصطلحاتها التي يقابل بها مصطلح التعليمية؛ منعا للتداخل بين التعليمية وعلم التربية؛ وقد أدى
هذا بالأمريكيين إلى تفادي مصطلحات علمي التعليمية والبيداغوجيا عند ضبط مصطلح éducation17 .
إن الاستتقلالية التي تعرفها التعليمية اليوم لم تكن وليدة التخصص الذي مهد إليه ماكاي باقتراحه فصل
تعليم اللغة عن اللسانيات التطبيقية؛ فقد ظه رت التعليمية مستقلة في التخصص عن غيرها من الحقو المعرفية
في حقل بحث معرفي بعيد عن اللغة وقضاياها؛ إذ ابتدأت التعليمية بمفهومها المعاصر بأبحاث في تعليمية
الرياضيات 18 . ليكون انتشارها الراهن راجع إلى التوظيف الفرنسي للمصطلح الذي حوله من مجرد مصطلح خاص
باللغة الفرنسية إلى مصطلح يطلق على كل تعليم للغات؛ أولى وثانية؛ فقيل تعليمية اللغات 19 .
وفي عام 1492 تحديدا عارض ميشا دابان رمييا اللسانيات التطبيقية، معلنا عن تعويضها بفرع معرفي
علمي جديد هو تعليمية اللغة الفرنسية لغة أجنبية؛ أو ما يختصر ب FLE . وتوالت نشأة التفرعات العلمية
الجديدة، وظهرت معها الحاجة إلى البحث متعدد التخصصات؛ فكانت الدعوة إلى الفروع المع رفية المساهمة من
علم النفس وعلم الاجتماع وعلم التربية مما ستاهم أكثر في دعم استتقلالية التعليمية ا ونفصالها إجرائيا ومعرفيا 20 .
وعندما كانت اللسانيات التطبيقية تركز اهتمامها على تعليم اللغات الأجنبية إلى جانب عدد من القضايا
الأخرى؛ من مثل لسانيات المصطلح والترجمة واللسانيات القانونية واللسانيات الحاستوبية 21 ، كانت تعليمية اللغات
بالموازاة لها عمليا 22 قد تخصصت -بالنسبة لفرع تعليمية اللغات الذي يعد الشكل الثالث من أشكا تبلور
التعليمية- بالبحث في قضايا اكتساب وتعلم اللغات الأولى والثانية واللغات الأجنبية، إلى جانب استتفادتها مما
يقدمه عدد من العلوم، منها اللسانيات 23 ؛ فتعليمية اللغات في أبسط تعريف لها هي: "العلم الذي يدرس طرق
تعلم اللغات" 24 .
ليكون ما يقوم به بعضهم حين يحذف لفظ اللغة أو اللغات من العبارة الاصطلاحية تعليمية اللغات؛ فيقو
التعليمية وحسب، يقصد بذلك تعليمية اللغة؛ فقد قا جورج مونان في قاموسته للسانيات في مادة
didactique منفصلة: "مصطلح حديث جدا، قد يبدو واضحا جدا أخذه من الألمانية didaktik وضع
بتضاد مع مفهوم "اللسانيات التطبيقية في تعليم اللغات" ليوضح أكثر التداخل بين التخصصات )اللسانيات
وعلوم النفس وعلوم الاجتماعية والبيداغوجية( وليسجل طموح هذا العلم نحو مزيد من التنظير والتعميم والتجريد
أكثر" 25 . ومثل هذا التوظيف للمصطلح غير دقيق كون التعليمية تعليميات؛ تتعدد بتعدد الحقو المعرفية
وتحديد أي حقل مقصود بالعبارة هو الدقة العلمية المنشودة.
وبعد ما تقدم يمكن القو إن التعليمية حين تكون مستقلة بنفسها في العبارة ليست مصطلحا مقص ورا في
الدرس اللساني؛ إذ هي في الاستتعما منفردة أقرب إلى مفهوم البيداغوجيا منها إلى مفهوم اللسانيات التطبيقية،
وباقترانها باللغات أو اللغة في عبارة تعليمية اللغة أو اللغات تصبح على تقاطع كبير مع اللسانيات التطبيقية.
2- 2 تعليميات المواد أو الفروع المعرفية Les
didactiques disciplinaires وتعليمية اللغات:
قلنا في موضع ستابق بأن التعليمية تعليميات، وهو الأمر الذي ستعى المنظرون للتعليمية منذ البداية أن
يجعلوه فيها حين ابتدؤا باستتخلاص فروع معرفية أكثر دقة وتخصصا من الحقل العرفي الواحد، الجهد الذي باشروه
مع نهاية القرن التاستع عشر؛ حيث المصطلح تعليمية وقتها قد جعل لتحديد فرع معرفي أو مادة تعليمية مستقلة.
وقد كان هذا الفرع المعرفي يبحث عن استتقلاليته مع أ وتو ويلمان الذي كان يطمح إلى أن تجعل التعليمية فرعا
معرفيا مساويا للبيداغوجيا، وفي النصف الثاني من القرن العشرين تميزت تعليميات المواد بحركات للتفرد ورفض كل
مقاربة تطبيقية منذ ظهور مشكلة علم النفس التربوي والظهور البارز لأعما جون بياجيه. وقد كانت الأزمات
التي أصابت نظام التعليم طرفا في هذه القطيعة بين التعليمية وغيرها من العلوم. كما كان نظام التعليم حينها
يواجه تحديات تمدرس كل التلاميذ ومشاريع ديمقراطية التعليم الملح عليها من طرف المجتمعات وهي في عز نموها
الاقتصادي ا من جهة، ويواجه من جهة أخرى تطور العلوم التي هي مرجعية المواد المدرستية )الرياضيات
واللسانيات والعلوم الطبيعية وعلوم الحياة والتاريخ وغيرها( وهي علوم استتقطبت اهتمام المدارس بعد ضغط
اجتماعي كان يرى فيها العلوم التي تسمح بالولوج إلى المعرفة.
26 .
لقد كانت أو مادة مدرستية شهدت اهتمام التعليميين بها في بحثهم عن ستبل تسهيل تعلمها هي مادة
الرياضيات؛ ففي بدايات السبعينات من القرن الماضي حاولت تعليميات المواد في الدو الفرنكفونية أن تعرف من
العلوم والمنظمات المدرستية ستبب "نسيان" المعرفة المدرستة الذي أصبح يميز التعليم؛ فكان البحث في هذه المشكلة
التعليمية مقدما لمجموعة بحثية مكونة من باحثين وأستاتذة قبلت التحدي ووضعت مؤستسة للتعليمية في فرنسا
فكانت معاهد للبحث في تعليم الرياضيات ) IREM .)
إن عناية التعليمية بالمحتوى التعليمي هو ما جعلها تتفرع إلى تعليميات، وتعليمية اللغات ليست ستوى فرع
من فروعها. وقد أدى اهتمامها بنقل العلوم transmission d’un savoir إلى تعدد فروعها؛ فقد تحدثت
الكتب في التعليمية عن وجود التعليمية في كل تعليم وتعلم للمعرفة. مما جعل هذا العلم في جانبيه التنظيري
والتطبيقي ينقسم إلى فرعين: التعليمية العامة المختصرة ب DG ، والتعليمية الخاصة المختصرة ب DS ؛ حيث تركز
التعليمية العامة على دراستة التوظيف المعرفي للمتعلمين من طريقة التفكير، الأستاليب المعرفية، الابستملوجيا
الوراثية. وتحليل المواقف المؤستساتية من دراستة للتداخلات، وأستاليب التدريس، وطرق التقييم. وذلك بدراستة لما
هو مشترك بين التعليميات ككل. بينما التعليمية الخاصة ومنها تعليمية اللغات، مرتبطة أكثر بدراستة المفاهيم
الأستاستية الخاصة بفرع معرفي بعينه وبتطور هذه المفاهيم ونشرها وبطرق اكتساب المعارف. وتجدر الإشارة إلى أن
التعليمية العامة والتعليمية الخاصة متداخلتان ومتكاملتان 28 .
تتنوع التعليميات بتنوع الفروع المعرفية؛ فنجد منها تعليمية الرياضيات والعلوم وتعليمية اللغات وتعليمية
التربية البدنية والرياضية وتعليمية التاريخ والجغرافيا والمواطنة 29 . مع ملاحظة أن هذا التصنيف للتعليميات في جعلها
زمرا بعينها هو ما نجده مطبقا في مؤستسات التعليم النظامية 30 ؛ حيث تعليم العلوم لاستيما التقنية منها؛ من مثل
الفيزياء والكيمياء والمحاستبة يتم على تعاضد من تعليم الرياضيات ومبادئها، نظرا لكون العمليات الرياضيات
واحدة في هذه العلوم. وتعليم الجغرافيا والتاريخ والتربية المدنية يؤكده أستتاذ واحد لهذه المواد، هو أستتاذ
الاجتماعيات
المراجع:
1
20 . وينظر أيضا: - - ينظر: عبده الراجحي: علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية، دار المعرفة الجامعية، دط، 0222 ص 8
21 . وينظر أيضا: - صالح بلعيد: دروس في اللسانيات التطبيقية، دار هومة للطباعة والنشر، الجزائر، دط، 0222 ، ص 22
-Crystal DM: Directions in applied
linguistic, Academic Press, 1988, p1-24.
- Jean Dubois et autres : Dictionnaire
de linguistique et des sciences du langage, Larousse-Bordas, HER, Paris,
1999.p45 .
2 . 0222 ،
ص 23 ، - ينظر: مجلة لغات: مجلة صادرة عن قسم التعليم المكثف للغات، جامعة الجزائر، العدد 3
وينظر:
- Lexique de terminologie fonctionnelle
du M.E.R.S (Français-arabe): Direction des personnels, sous Direction de la
formation du personnel administratif et technique, OPU, Algérie, 1983, p11.
3 .22- - ينظر: عبده الراجحي: علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية، ص 8
4 . - ينظر: عبده الراجحي: علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية، ص 20
5 - م ن، ص ن.
6 - في مادة didactique من قاموس اللسانيات وعلوم اللسان يحدد القاموس -بفرض من نوعه؛ فهو قاموس متخصص في
المصطلحات اللسانية- التعليمية في تعليمية اللغات؛ فمباشرة بعد المدخل المعجمي didactique ، يبتدئ التعريف بالعبارة
الاصطلاحية didactique des langues . ينظر:
- Jean Dubois et autres : Dictionnaire
de linguistique et des sciences du langage, p147.
7 - ينظر:
- Bronckart J-P : vingt-cinq ans de
didactique de l’expression écrite. Eléments de billan et perspectives d’avenir,
Revue Suisse des sciences de l’éducation, n°3, 2005, p361-380.
8 - ينظر:
- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, Quadrige/PUF, France, 1° édition, 2008, p130-131.
9 - ينظر:
Oxford : advanced learner’s Dictionary,
p404.
10 -. ينظر:
- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, p102.
11 - ينظر:
- Christine Tagliante : la classe de
langue, Edition Grandmangin, Paris, 1994, p13-14.
12 - ينظر:
- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, p129.
13 - ينظر:
- ibid, p131.
14- Lafon, R:Vocabulaire de la
psycho-pédagogie et de la psychiatrie de l'enfant, P.U.F, Paris, 1963, p 17-19.
15- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, p149.
16 . - عبد العزيز بن سعود العمر: لغة التربويين، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، دط، 0222 ، ص 022
17 - ينظر:
- ibid, p131.
18 -. ينظر:
- Bronckart J-P : vingt-cinq ans de
didactique de l’expression écrite. Eléments de billan et perspectives d’avenir,
Revue Suisse des sciences de l’éducation, n°3, 2005, p361-380.
19 - ينظر:
- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, p131.
20 - - Bronckart J-P : vingt-cinq ans de
didactique de l’expression écrite., p361-380.
21 - سمير أستيتية: اللسانيات المجال والوظيفة والمنهج، ص 021 وما بعدها.
22 - من جهة اللغات كانت اللسانيات التطبيقية قد احتلت الميدان باعتمادها على المفاهيم التي قدمتها البنيوية والتوليدية، إلى جانب تحليل الخطاب
وعلوم الاتصال وعلم النفس اللغوي ، وفي بدايات عام 2222 بالموازاة مع تعليمية الرياضيات ظهرت تعليمية الفرنسية لغة ثانية. وفي عام 2220
أخذ ميشال دابان موقفا رسميا معاديا فيه اللسانيات التطبيقية لصالح فرع معرفي جديد هو تعليمية اللغة الفرنسية )لغة أجنبية(. وفي الوقت نفسه تمت
هيكلة مساهمة العلوم المشاركة من مثل علم النفس وعلم الاجتماع والبيداغوجيا، وتم إعطاء طابع تعليمي مقابل الطابع التطبيقي الذي ميز اللسانيات
التطبيقية. ينظر:
- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, p132.
23 - يشير قاموس التربية إلى أن تعليمية اللغات تقع في الآن نفسه في حقل النظرية من العلم وفي حقل التطبيق، توظف وتستعين وسائل من علوم
متنوعة كاللسانيات وعلم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ. ونجاحها وانتشارها الباهر رغم صعوبة تمأسسها يفسر باعتمادها على المنهجيات الحديثة.
ينظر:
- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, p141-142.
24- Ibid, p147.
27 .
25- Georges Mounin : Dictionnaire de la
linguistique, Quadrige,4° édition, 2004 p107.
26- - Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation , p129.
27 - ينظر: - Ibid, p130.
28 - ينظر:
- Agnès Van Zanten : Dictionnaire de
l’éducation, p134.
29 - تجمع المواد الثلاث التاريخ والجغرافية والتربية المدنية لأنها كانت مجملة في التعليم المدرسي الفرنسي، ولأنها تدرس مواضيع متقاربة جدا، ولأنها
مواد تهدف إلى بناء شخصية وتعزيز الانتماء لدى المتعلمين، بمراعاة لمفاهيم السلطة والإقليم والذاكرة. ويلاحظ أن نظام التعليم في الجزائر يعتمد هذا
الجمع. ينظر:
- Ibid, p138.
30 - تعرف تعليمية الرياضيات بدراسة عوامل نقل واكتساب مختلف محتويات هذا العلم، وتفترض كتابة وشرح الظواهر المتعلقة بالعلاقات بين تعليمها
وتعلمها ولا تقتصر على البحث عن الطريقة المثلى لتعليم مفهوم بعينه. وهو التعريف الذي يؤكد مرة أخرى على الإضافة التي تقدمها التعليمية بوصفها علما
متمايزا عن البيداغوجيا، ومؤكد على دور المتعلم. ينظر:
- Ibid, p145.__
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق